الأربعاء، 15 مايو 2013

الجزء الرابع - عقوق الوالدين


الآداب التي تراعى مع الوالدين (1)
هناك آداب ينبغي لنا مراعاتها، و يجدر بنا سلوكها مع الوالدين، لعلنا نرد لهما بعض الدَّيْن، ونقوم ببعض ما أوجب الله علينا نحوهما، كي نرضي ربنا، وتنشرح صدورنا، وتطيب حياتُنا، وتُيسَّر أمورُنا، ويبارك الله في أعمارنا، ويُنسأَ لنا في آثارنا.
فمن تلك الآداب  والتي تعد من سبل العلاج ومن الأمور التي يجد ر بنا سلوكها في معا ملتنا مع الوالدين ومنها  ما يلي:
1- طاعتهما واجتناب معصيتهما: فيجب على المسلم طاعة والديه واجتناب معصيتهما، وأن يقدم طاعتهما على طاعة كل أحد من البشر ما لم يأمراه بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2- الإحسان إليهما: بالقول والفعل، وفي وجوه الإحسان كافة.
3- خفض الجناح: وذلك بالتذلل لهما، والتواضع، والتطامن.
4- البعد عن زجرهما: وذلك بلين الخطاب، والتلطف بالكلام، والحذر كل الحذر من نهرهما، ورفع الصوت عليهما.
5- الإصغاء إليهما: وذلك بالإقبال عليهما بالوجه إذا تحدثا، وترك مقاطعتهما أو منازعتهما الحديث، والحذر كل الحذر من تكذيبهما، أو ردّ حديثهما.
6- الفرح بأوامرهما، وترك التضجر والتأفف منهما: كما قال عزَّ وجل: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما (الإسراء: 23).
7- التطلّق لهما: وذلك بمقابلتهما بالبِشر والترحاب بعيدًا عن العبوس، وتقطيب الجبين.
8- التودد لهما، والتحبب إليهما: ومن ذلك مبادأتهما بالسلام، وتقبيل أيديهما، ورؤوسهما، والتوسيع لهما في المجلس، وألا يمدّ يده إلى الطعام قبلهما، وأن يمشي خلفهما في النهار، وأمامهما في الليل خصوصًا إذا كان الطريق مظلمًا أو وَعِرًا، أما إذا كان الطريق واضحًا سالكًا فلا بأس أن يمشي خلفهما.
9- الجلوس أمامهما بأدب واحترام: وذلك بتعديل الجِلْسة، والبعد عمّا يشعرهما بإهانتهما من قريب أو بعيد، كمَدِّ الرِّجْل، أو القهقهة بحضرتهما، أو الاضطجاع، أو التعرِّي، أو مزاولة المنكرات أمامهما، أو غير ذلك مما ينافي كمال الأدب معهما.
10- تجنب المنَّة في الخدمة أو العطِيَّة: فالمنة تهدم الصنيعة، وهي من مساوئ الأخلاق، ويزداد قبحها إذا كانت في حق الوالدين.
فعلى الولد أن يقدم لوالديه ما يستطيع، وأن يعترف بالتقصير، ويعتذر عن عدم استطاعته أن يوفي والديه حقهما.
11- تقديم حقّ الأم: فمما ينبغي مراعاته أيضًا تقديم بر الأم، والعطف عليها والإحسان إليها على بر الأب والعطف عليه والإحسان إليه. وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم مَن؟ قال: "أُمَّك". قال: ثم مَن؟ قال: "أمك". قال: ثم مَن؟ قال: "أبوك". {البخاري (5971)، ومسلم (2548)
12- مساعدتهما في الأعمال: فلا يليق بالولد أن يرى والديه يعملان وهو ينظر إليهما دون مساعدة لهما.
13- البعد عن إزعاجهما: سواء كانا نائمين، أو إزعاجهما بالجَلَبة ورفع الصوت، أو بالأخبار المحزنة أو غير ذلك من ألوان الإزعاج.
14- تجنب الشجار وإثارة الجدل أمامهما: وذلك بالحرص على حل كل المشكلات مع الإخوة وأهل البيت عمومًا بعيدًا عن أعينهما.
15- تلبية ندائهما بسرعة: سواء كان الإنسان مشغولاً أم غير مشغول؛ فبعض الناس إذا ناداه أحد والديه وكان مشغولاً- تظاهر بأنه لم يسمع الصوت، وإن كان فارغًا أجابهما.
فاللائق بالولد أن يجيب والديه حال سماعه النداءَ، إلا إذا كان في صلاة فريضة.
16- تعويد الأولاد البر: وذلك بأن يكون المرء قدوة لهم، وأن يسعى قدر المستطاع لتوطيد العلاقة بين أولاده وبين والديه.
17- إصلاح ذات البَيْن إذا فسدت بين الوالدين: فمما يجد ر بالأولاد أن يقوموا به أن يصلحوا ذات البين إذا فسدت بين الوالدين، وأن يحرصوا على تقريب وجهات النظر بينهما إذا اختلفا.
18- الاستئذان حال الدخول عليهما: فربما كانا أو أحدهما على حالة لا يرضى أن يراه أحد وهو عليها.
19- تذكيرهما بالله دائمًا: وذلك بتعليمهما ما يجهلانه من أمور الدين، وأمرهما بالمعروف، ونهيهما عن المنكر إذا كان عليهما بعض مظاهر الفسق والمعصية، مع مراعاة أن يكون ذلك بمنتهى اللطف والإشفاق والشفافية، والصبر عليهما إذا لم يقبلا.
20- استئذانهما والاستنارة برأيهما: سواء في الذهاب مع الأصحاب للبرية، أو في السفر خارج البلد للدراسة ونحوها، أو الذهاب للجهاد، أو الخروج من المنزل والسكنى خارجه، فإن أذنا وإلا أقصر وترك ما يريد، خصوصًا إذا كان رأيهما له وجه، أو كان صادرًا عن علم وإدراك.
21- المحافظة على سمعتهما: وذلك بمخالطة الأخيار، والبعد عن الأشرار، وبمجانبة أماكن الشبه، ومواطن الرَّيب.
22- البعد عن لومهما وتقريعهما: وذلك إذا صدر منهما عمل لا يرضي الولد، كتقصيرهما في التربية، وكتذكيرهما بأمور لا يحبَّان سماعها، مما قد بدر منهما فيما مضى.
23- العمل على ما يسرهما وإن لم يأمرا به: من رعاية للإخوة، أو صلة للأرحام، أو إصلاحات في المنزل، أو المزرعة، أو مبادرة بالهدية، أو نحو ذلك مما يسُرُّهما، ويدخل الفرح على قلبيهما.
24- فهم طبيعتهما ومعاملتهما بمقتضى ذلك: فإذا كانا، أو أحدهما غضوبًا، أو فظًا غليظًا، أو كان متصفًا بأي صفة لا ترضي- كان جديرًا بالولد أن يتفهم تلك الطبيعة في والديه، وأن يعاملهما كما ينبغي.
25- كثرة الدعاء والاستغفار لهما في حياتهما: قال الله تعالى: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (الإسراء: 2426-( برّهما بعد موتهما: فمما يدل على عظم حق الوالدين، وسعة رحمة رب العالمين، أنْ كان بر الوالدين لا ينقطع حتى بعد الممات؛ فقد يُقصِّر أحدٌ من الناس في حق والديه وهما على قيد الحياة، فإذا ماتا عضَّ يده، وقرع سنَّه؛ ندمًا على تفريطه وتضيعه لحقِّ الوالدين، وتمنى أن يرجعا للدنيا؛ ليعمل معهما صالحًا غير الذي كان يعمل.
 (1)بتصرف من كتاب عقوق الوالدين أسبابه مظاهره سبل العلاج ,تأليف محمد بن إبراهيم الحمد
وقد قلت :
ومن هنا يستطيع المسلم أن يستدرك ما قد فاته من تقصير وعقوق لوالدية، فيبر والديه بعد الممات، وذلك بأمور منها:
أن يكون الولد صالحًا في نفسه. ب- كثرة الدعاء والاستغفار لهما.
      ج- صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما. د- إنفاذ عهدهما.
ه- قضاء الدين عنهما   و-قضاء النذور و ا لكفا رات والصيام  عنهما
ز - تنفيذ وصيتهما إن كان لهما وصية ح-. الصدقة عنهما  ك- صلت رحمهما 

هناك تعليق واحد: